jeudi, mai 25, 2006

ما أسوأ ان يحيض الرجال وتباع الاوطان عبد الرحمن عبد الوهاب كاتب مصري


كانت المفارقة غريبة ما بين امس واليوم .. كانت الحياة عبارة عن خيول ذات صهيل .. ومجدا رائعا .. ومعارك للعز .. كانت بالأمس تخفق الرايات .. كانت الحياة رائعة ما بين بريق السيوف واسنة الرماح ..كانت الحياة تستحق ان تعاش .. فما الحياة ايها السادة.. الا ساعة مجد .. ولحظة عز .. وتحقيق ملك .. وراية تخفق في سماء الكون . وصيحة الله اكبر تدوي في فضاء العالم .. وبعد النصر والفتح المبين تسجد جباهنا شكرا لله..كان الخليفة يتقدم زحف الجيوش .. ويشير نحو العدو. ويقول لهم احملوا على قادة الكفر في العالم .. واقطعوا ارسال البث المباشر.. وقولوا لأعلى رأس في الكون.. اسلم تسلم .. وبنظرة عابرة نرصد فيها الواقع المعاش..سنجد حالنا كما قال الشاعر :تساقط الفرسان عن سروجهمواعلنت دويلة الخصيانواعتقل المؤذنون في بيوتهموالغي الاذان...جميعهم .. تضخمت اثدائهمواصبحوا نسوانجميعهم يأتيهم الحيض ومشغولون بالحملوبالرضاعة...جميعهم قد ذبحوا خيولهموارتهنوا سيوفهموقدموا نساءهم هدية لقائد الروماننعم أيها السادة ..قدموا نساءهم هدية لقائد الرومان جورج بوش ....أيها السادة .. ما اسوأ ان يحيض الرجال ..ماذا بعد. ولأي شيء نعيش ..في واقع الذل واقع استباحة عواصمنا وفي عقر دارنا ..القدس وبعداد على بعد امتار من القاهرة ودمشق وعمان والعالم العربي مازال منبطحا.. لم يجرد سيفا ولم تعلوا له راية.. وهاهو السيف كسر و الصهيل غاب ولا صوت ولا صدى .. بل يقولون يجب ان تبقى اميركا في العراق .. وهاهي كل عواصمنا قاب قوسين ان تتحول إلى غرناطة واشبيلية .. هاهي المآذن تختنق وترتج شوارعنا بالدموع في الفلوجة وغيرها.. هاهي الامة يهتك عرضها حتى في المساجد كما حدث في الفلوجة ..وهاقد أصبحت الأوطان تباع بالجملة .. والكل يصبغ احذية الغزاة .. لا سيف يشهر .. ولا قران يذكر . ولا سورة التوبة ولا الانفال .. ولا سورة القتال (محمد). بل ارتضوا قرانا جديدا من جورج بوش.. اله العصر ..وصاروا يشدون قوافل الحجيج الى واشنطن ويحرموا من إسرائيل.. نحوا كل المواثيق .. ونقضوا كل العهود .. ابتداء من الجعفري و العلاوي . والسيستاني . وال الحكيم.. الذين يعانون من آلام الحيض .. وصولا الى ابو مازن الذي اعطانا يوما.. تصريحا بما يشبه الطعنة انه لا تعتبر اسرائيل عدوا ..وكان الله تعالى هو اول من نقضوا عهدهم معه .. ونفضوا ايديهم من يده ..وبعدما كان النقض والنفض كان البيع لكل شيء.. ولم يستحوا من الشعوب .. ولا لما تدونه صفحات التاريخ وراحوا يهرولون لصبغ حذاء القتلة..واصبح اقتصاد الأوطان.. يباع .. وآيات الله تحذف من كتب الاطفال الصغار والتاريخ العظيم .. بغية ان يخرجوا لنا اجيالا يوما .تحيضوهاهي جغرافية الاوطان تباع .. و المجد التليد اصبح في خبركان ..لأي شيء تستحق تلك الحياة اليوم ان تعاش .. ولا مجدا ولا سيوفا ولا رايات .. ويسفهون جهاد الامة ضد الكفر في العراق وفلسطين وسؤلا يفرض نفسه [ الم يكن جورج بوش ارهابيا في قتل 100 الف عراقي ..خلال عشرين يوما من القصف المتواصل ] على بغداد ولكن أيها السادة دم المسلمين جبار .. لا يثأر له ..بالرغم انهم قالوا قديما أن الدم لا ينام ..أي أن صاحب الثار لا ينام ..ولكن دمنا نام واسترخى .. وقال للكفر هيت لك ...بل انهم يريدون تسليم الاوطان .. بلا قتال ..وهاهم في مصر قد سلموا لشارون بالامس قوت اطفالنا.. ومسحوق حليب اطفالنا الجوعى الذين يعانون من الانيميا .. وسوء التغذية .. الذين يعانون مما جلبه علينا يوسف والي ببلاويه من تل ابيب سواء من سرطان وفشل كلوي وامراض لم ولن نكن نسمع عنها ..
.. بل وثالثة الأثافي ..اصبح من حق اليهودي المغتصب..للأقصى والقابع على بعد امتار منا . ان يسكن ديارنا.. ويقتسم أقوات الأجيال القادمة .. وغرف البيوت.. وطوب الشوارع .. وحيطان المساجد عبر اتفاقية الكويز مع اليهود..بل وياتي اليهودي ليلقي الكلمات في الندوات لينظر للفكر الصهيوني .. في مرابعنا .. كما أخبرتنا جريدة العربي في عددها الأخير
أي واقع نعيش حينما يعلن اسرائيلي من تركيا .. ارض الخلافة .. قبل البارحة .. أن الجهاد ارهابايها السادة .. من يوقف المهزلة ..نحن لم نر عصرا ترتهن فيه السيوف .. ولا تذبح فيه الخيول .. ولا تقدم النساء هديه الى قائد الرومان الا هذا العصر ..العراق محتله .. والأقصى محتل.. ومازال العديد من حكام العرب يغيرون من آن لآخر فوط العادة الشهرية ..ما أسوا أن يحيض الرجال أيها السادة ..نعم لم ترقأ دمعتنا منذ الأمس على الأندلس.. وهناك في الافق البعيد كانت فلول الأمة الزاحفة نحو البحر ولم يترك لها الكفر بكرا ولا مئذنه .. كما قال المقري .في كتابه نفح الطيب عن الصليبين الأسبان. كان الفرنجة لعنهم الله يغتصبون البكر بحضرة ابيه والثيب بين أهلها وزوجها .. وهاهو التاريخ يعيد نفسه .. حيث ذكر احد الخارجين من ابو غريب ان الأمريكان .. اغتصبوا فتاه أمام والدها ..كانت الامة ..بالأمس .. كما هو واقعنا المعاش اليوم .. اكتفت فقط بإقامة خياما للاجئين تحت جبل طارق .. أغمدت سيوف الفاتحين .. كان لغزا صعب التحليل .. وإشكالية صعبة الاستيعاب.. بالنسبة لنا.. كيف بعد ثمان قرون .. أي 38 جيلا ..تنفسنا .. انجبنا.. اجيالا .اكلنا .شربنا..عشنا.. بنينا حضارة .. كان لنا وجود ..وبعد كل ذلك لا عين ولا اثر .. نمسح من الوجود ..وهناك على التلال التي تطل على غرناطة يتوقف ابو عبد الله الصغير . ليسلم مفاتيح المدينة. ليودع ذلك الملك المضاع ..فيجهش بالبكاء .. يبكي على وجود اسلامي مسح من الوجود.. على مساجد وقصور ومآذن .. وأمة مستباحة..فتقول امه له ابك كمثل النساء ملك مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال ..نعم لقد كان ابو عبدالله الصغير من تلك النوعية ..التي عايناها في هذا الزمان و عنيناها في عنوان هذا المقال .. الا وهي عندما يحيض الرجال .. فالبكاء من شيم النساء .. والمحافظة على الملك من شيم الرجال ..وهانحن اليوم .. في زمن حيض الرجال .. نعيش مأساة الأمس ..في البكاء على القدس وعلى بغداد ودمشق في التأهيل لتأخذ دورها .. بعدما وضعت امريكا .. الجدول والخطة الزمنية ..وسؤال يفرض نفسه علي أي شيء نراهن اليوم ..بعدما ذبحت الخيول.. وارتهنت السيوف .. وحاض الحكام ..وصارت الجزائرين على سبيل المثال.. كما وردت اخر الإحصاءات 10000جزائري يرتدون عن الاسلام ويتحولوا الى النصرانية .. و البانيا من 6نصاري الى 165 كنيسة .. على أي شيء نراهن ..ونرى أحد الشباب من شمال أفريقيا كان مسلما يرتد ويتحول الى النصرانية ... يقف في فرنسا وأمامه طاوله ليوزع الأناجيل على االمارة .. فاذا نقض الحكام العهد مع الله ..يجب الا تنفض تلك الشعوب العهد مع الله .. أيها السادة .. من خلال التأمل المستفيض لهذا الواقع..نحن سئمنا من قضية الحيض والنفاس سواء للفقهاء .. وحيض ونفاس الحكام ..وعلى كليهما الرحيل ..ارحلوا .. وكفاكم بيعا للامة .. سواء جغرافيا .أو شعوبا . أو ثقافة أو دينا او اقتصادا او تاريخ ..ارحلوا .. لا لن نزرف عليكم الدموع .. بل سنودعكم بالنعال .. على ما اقترفت أيديكم من جرائم على الأمة .. وما جررتم عيها من بلايا ..
نريد فرسانا .. كالغطاريف الاوائل من الشم من اجدادنا الصيد .. الذين صتعوا لنا مجدا ..أثيلا تشرأب له الاعناق ..فنحن نريد فرسانا من الحكام لا يقبلون عارا.. ولا ينامون على ضيم ..نحن نريد فرسانا من الحكام يأخذون السيف بحقه أي يقاتلون به العدو .. حتى ينثني ..نحن نريد فارسا يشهر السيف في وجه الكفر ولا يتهيب الموت ويتقدم تلك الملايين في ساحات الوغى ..نريد فارسا يعكس بريق سيفه قبة الصخرة الذهبية ..ويجرد في سماء بغداد ..بالله عليكم ارحلوا .. لان لم يعد هناك في الوقت متسع الا ان تتحول مساجدنا الى محافل ماسونية .. او معابد يهوديه او كنائس نصرانية .. وان يرتل أطفالنا قران جورج بوش الجديد .. بدلا من قرآن الله ..نعم ان ديننا مهدد وثغورنا مستباحة.. ارحلوا وعندما تطهروا من حيضكم عودوا .. ولا اظنكم يوما ستطهروا .