samedi, mai 20, 2006

هديرالغضب عبد الرحمن عبد الوهاب


رسولنا يُهان في بلاد النرويج والدانمارك
قرآننا يداس بالنعال في غوانتناموا
بقايا العزة نلملمها من تحت سنابك الغزاة في العراق ..
الأقصى يذبح يوميا بالسكين من يهودي ابن سِفاح..
وأفغانستان اختزلوها في سجن باغرام لتُمارس هناك حضارة وحرية
أمريكية الطراز. ولا يستحون ...!
لفظ الجلالة يكتب على النعال ويداس في أميركا ....
هاهم لم يبقوا للشعوب على أي مقدس
او خطوط حمراء أقرتها قوانين الأرض وشريعة السماء ....حتى الأعراض ..
كما هو الحال أيضاً في أبو غريب .
ماذا أبقيت لنا أيها الغرب ؟
ماذا أبقيت لنا ؟
أجل أيها السادة و مع كل هذا ما زلت مقتنعا بأمتي الإسلامية. أحثها على النهوض
وأخذ الثأر .. وتحرير القدس وبغداد وكابول..
بالرغم من كل الآلام .. أقولها ..
هي امة (لا اله إلا الله ) للمجد خلقت .. وللمجد فقط تعيش .
كم قد قُتِلت وكم قد مِت عندكم ثم انتفضت فزال القبر والكفن ..
النهوض وحكم الأرض من جديد ليس معضلة ..لمن كانوا يوما أنصارا لله ..
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول ...
نحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر
امتى عودي للصدارة .. فللصدارة خلقت .. فما هؤلاء
إلا بضعة لصوص.. ومجرموا حروب .. وحثالة حضارات ..


* * * *
لقد اندهشت حول التصور الغربي تجاه الامور .. انه موروث قديم لديهم صورته رواية treasure island في تمجيد القرصنة واللصوصية ..والقتل .. وهذا التصور ما زال كائنا في قاع الذهن الغربي ويتعامل على اسسه ومنطلقاته ..
فلقد كان الشعار الذي يعلقه جنود الغرب ..الذين مروا على يابسة العالم
Join the army ,see the world ,meet interesting people ,, and kill them .
التحق بالجيش ..شاهد العالم ..قابل اناس ممتعين ..ومن ثم اقتلهم ..
يقول أحدهم ..الجندي يحارب طويلاً وبقسوة .. من أجل جزء من شريط ملون ..انه المجد
A soldier will fight long and hard for a bit of colored ribbon that is glory

ولم يختلف الأمر عن معالجة أل كابوني للأمور .. ممكن ان تحقق الكثير بكلمة طيبة وبمسدس.. اكثر من الكلمة الطيبة فقط كما هو الحال للتهديدات للضحايا في افلام الوسترن..
..You can get a lot more done with a kind word and a gun, than with a kind word alone. -- Al Capone
إلا ان الأمر لدينا .. يختلف أسسا ومنطلقات ..
فالحرب في الإسلام .. ليست قرصنة ولا شريط احمر يعلق على الكتف .. او مقابلة اناس جدد وقتلهم لمجرد القتل ..كما هو التصور الغربي أعلاه.
الله نور .. {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (35) سورة النــور
وكل ما جاء من عند الله كان نورا ..
التوراة نور
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة
ووصف الانجيل بانه هدى ونور ..

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} (46) سورة المائدة
ووصف القران بأنه نور
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} (174) سورة النساء

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى

الله نور .. وليس ضباب.. تعالى الله علوا كبيرا.. وكان محمد سراجا منيرا .. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (45) {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (46) سورة الأحزاب.. ولكن منطق الطغيان على النقيض .. لا يحب الا الضباب .. ولا يعيش الا ضمن أجواء من ضبابية المصطلحات .. فإنه لم يُعرّف مصطلح الإرهاب إلى الان ..حتى يلهو ويعيث فسادا في الكون بناءً على ضبابية المصطلح .. فمعالجة الاسلام للواقع الكوني .. هو فهم للواقع الانساني والمساهمة فيه بل وصناعته وقيادة البشرية.. على أسس من النور والوضوح .. ألا وهي الحق والعدل .. على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ..
يقول ..سعيد بن سويد بن عمير .. وهو صحابي رضي الله عنه .. يقول على المنبر وهو في حمص ..
إن الإسلام حائط منيع وباب وثيق .. فحائط الإسلام العدل وبابه الحق .. فلا يزال الإسلام منيعا.. ما اشتد السلطان.. وليس شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط .. ولكن قضاءً بالعدل .. وأخذاً بالحق ..
هذا هو التصور للإسلام (العدل والحق) .. يختلف عن ضبابية المصطلح .. والتي بمثابة محطة تمهيدية للإجرام والإفساد في الأرض على أسس من الظلم والباطل ..الذين كانا نقيضي الحق والعدل ..
وهذا النور الالهي في القرآن .. كان دليلا للبشرية لتسير على إشعاعاته .. بدلا من التخبط في التيه .. والبحث عن سراب ..
من القرآن اشرقت العقول والأذهان . . نحو افاق من العدل .. والحرية .. فمجرد آية من القرآن وحديث من المصطفى ..
نأخذها ونبلور منها استقصاءات عميقة في قلب المعرفة .. وبناءيات المجد والثورة عبر الأجيال .
لايمكن .. ما الذي يجبر هندوسيا أن يقول إن اقول محمد كنوزا من الحكمة .. ليست للمسلمين فحسب بل والبشرية جمعاء ..
وهذا السراج المنير (محمد صلى الله عليه وسلم ) كانت ومضات كلامه .. مشاعلاً تضيء الدروب .. والعقول والاذهان ..
وإذا قالوا ان إمبراطوريات المستقبل .. هي إمبراطوريات العقول ..
The empires of the future are the empires of the mind. "sir Winston Churchill
أذن سيظل القرآن باقيا .. يقول كلمته .. والمصطفى بسيرته العطرة ,, وكلامه الرائع باقيا .. نشد من نورهما خيوط الفجر والخلاص .. حينما تضيق بنا الدروب وتضل بنا السبل .. تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا .. كتاب الله وسنتي ..
عجبا ان يحاولوا .. إطفاء نور الله .. والله متم نوره ولو كرهوا ..
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف
وهذا السراج المنير(محمد صلى الله عليه وسلم ) .. سيبقى على مر التاريخ والازمان كوكبا .. مضيئا .. رغم انف من .. حاد الله ورسوله ..
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ} (20) سورة المجادلة
لا يمكن .. لهذا السراج ان ينطفيء.. بأفواههم ,, او برسم كاريكتوري .. أو ما تفتق عنه ذهنهم المريض ..
عبثا ما هم فاعلون .. ولكن ما أنا بصدده هو الغضب لربٍ ودين.. ولرسول كريم ..
فإن قال الغربيون لا تتوقع المثالية البتة من الآخرين فأنهم لن يرقوا إلى توقعاتك ..
Leo Buscaglia: Never idealize others. They will never live up to your expectations.
إلا أن مثالية رسولنا الكريم فاقت التوقعات ..
لقد كان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. إنسانا رائعا .. بكل المقاييس .. فمجد الإسلام .. ليس سطوة كهنوتية
كما هو الحال عند النصارى .. او حاخامية عن اليهود .. وليس لتشريع تم من قبل طبقة برجوازية والطبقات العليا في المجتمع .. فبالرغم كونه من اشرف بيوت الأرض .. تلك البيوت بيوت المجد ..
كما قال عبد المطلب جد المصطفى صلى الله عليه وسلم
لا ينزل المجد إلا في منازلنا كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
نعجب اشد العجب لتواضعه الجم فلقد كان يركب الحمار العاري.. كان يمشي في حاجة الفقير والمسكين ..
وكان يجلس ليأكل كجلسة العبد.. لم يدخر لنفسه شيئا .. يدخل احد الصحابة عليه .. وجده يتخذ حصيرا للنوم ولمقابلة الضيوف .. وأثر الحصير على جنبه .بأبي هو وأمي .. هذا هو محمد رسول الله الذي ملأ الأرض زهرا وحبا وعدلا ..
كل أمجاد الأرض ركلها محمد بن عبد الله فكان له مجدا فاق الأولين والآخرين .. مهما تكلمنا عن تفصيلات فهي لا تعدو جزئيات وأنى لنا أن نعرض المشهد برمته ..
يقول نابليون بونا برت

"I hope the time is not far off when I shall be able to unite all the wise and educated men of all the countries and establish a uniform regime based on the principles of Qur'an which alone are true and which alone can lead men to happiness."
Napolean Bonaparte as Quoted in Cherfils, Bonaparte et Islam, Paris, France, pp. 105, 125

أتمنى في زمن ليس ببعيد .. ان أكون قادرا على توحيد كل العقلاء والمتعلمين في كل البلدان لإقامة نظام حكم مبني على أسس القرآن الكتاب الوحيد الحق والذي له القدرة على ان يقود البشرية الى السعادة .. نابليون بونابرت

* * * * * *
ويبقى السؤال المصيري والأبدي يمكن ان نختصره في كلمتين .. ما هو الهدف من الحياة والوجود .. قد تختلف الرؤى والمعالجات .. تبعا للخلفية الثقافية والفكرية والدينية للافراد والشعوب والامم..
وباختصار الحياة .. ما هي إلا مباديء من اجلها تعيش.. وأيضا من اجلها تموت .. الحياة ليست حلم أجوف .. كما قال شيكسبير .. أو قصة رجل وامرأة.. أو كما قال الفرنسيون ما الحياة الا رواية تحكى .. بل كانت عقيدة وجهاد كما قال شوقي..
واذا اختصرنا قضية العقيدة بالنسبة لنا سنجدها [ مبادئ السماء ] في كتاب كريم .. و[رسول كريم] قام بإرساء تفاصيل الشريعة والتفصيل العملي .. هذا إذا وضعنا مضامين التوحيد والعدل والحرية التي أرساها المصطفى على الارض .. جانبا ..
فقيمة الوجود بالنسبة لنا كمسلمين( الله ) وإعلاء كلمته .. و(رسول) كريم والاقتداء به ..
وما دونهما من قضايا حياتية .. فهي قضايا عابرة .. تحصيل حاصل .. مال او اولاد .. أو قصور .. وجودها مثل عدمها .. سيان ..فالإنسان بدون مباديء يعيش من اجلها .,.تصبح حياته بلا قيمة .. ولا حيثية .. إنها والبهائمية سيان .. ( الدين )ما هو الا قضايا يُعاش من اجلها ,, فضلا عن دور الدين في تنظيم الحياة وفقا لمباديء السماء .. فحركة الحياة كلها تعتمد على الدين من خلال التحليل والتحريم ..
ووضع سياق اجتماعي وأخلاقي.. على أسس السماء والتشريع الإلهي لها .. ترتبط بحركة الإنسان في الكون والمسلم في الحياة ..من خلال الزواج أوالمأكل أوالمشرب والمعاملات والعبادات.. ناهيك عن دور الاسلام في مجالات الحياة الكبرى كالجهاد والكفاح ..

ناهيك عن التفصيل العملي الهائل للرسول الاكرم للأساسيات التي يمضي عليها المسلم في يومه وليلته حتى التفصيلات الدقيقة لحركة المسلم في الكون ..منذ ان يقول أزكار الصباح .. انتهاء الى الفكر الراقي .. انطلاقا.. الى البذل والتضحية والجهاد ..فأي دين عظيم هذا ..
من هنا تأخذ العقيدة قيمتها الأساسية كونها الركن الأساسي وزاوية الارتكاز .. التي عليها محور الكون بأكمله يدور .. كتاب الله ورسوله هما الأساس .. وهما القضايا الكبرى وما دونهما قضايا هامشية .. وأهداف هامشية وغايات هامشية ,, الله في الأرض ..ورسوله الكريم فقط .فبدون الدين تكون الحياة ضربا من البهيمية لأن ليس هناك أُطر ولا سياق ولا قواعد ولا أصول تنتظم على أثرها الحياة والوجود و الأشياء ..
من هنا كانت آليات الكفر الشرسة والحاقدة ..لا تنتهي ..
كانت الحرب ضد الله .. معلنة .. كما حدث في أن كتبت شركة نايكي الشهيرة لفظ الجلالة .. الله .. على النعال .. وطرحتها في الأسواق .. وقد ناشد الأخ نهاد عوض في واشنطن .. المسلمين بمقاطعة تلك الشركة ..نشرتها كل الجرائد في حينها ..
وكانت تصرفات وقحة أخرى .. بأن استخدمت شركة كوكاكولا .. بيت الله الكعبة .. كمادة إعلانية .. ورسمت عليها شعارها .. ,بجانبها مسلم يسجد .. قائلة ما الضير في ذلك هذا مسلم يطفيء عطشه الروحي ..
وما انتهينا من الأمر إلا وجدنا .. إسرائيل تبث موقعا اباحيا على الشبكة .. تحت عنوان الله اكبر..
وكانت أيضا ضد كتاب الله ..فقد تم تنحيته عن التشريع والهيمنة وما انفكوا في العصور المتأخرة .. يحاولون ضرب قيمته وقدسيته في تصرفات صبيانية غير مسئولة .. كدوسه بالنعال .. كما حدث في غوانتناموا .. او .. تأليف قرآن بديل للقرآن في واشنطن .. وفي بلاد المشرق قاموا بتلحين سورا من القرأن الكريم موسيقيا .. وأرادوا إجراء خلفية موسيقية للاذان ..
يريدون ان يتخذوا دين الله لهوا ولعبا .. أهلاً .. أهلاً ايها السادة .. ما كنا ولا كانت الدنيا ؟؟ ان يتم اللعب بالدين ونحن على ظهر الأرض ..
وكانت النهاية في الأسبوع الحالي .. أن بدأت الحملة توجه ضد المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
في بلاد البلجيك والدانمارك .. حيث تناولوا رسولنا الأكرم بالسخرية والاستهزاء ..
وعليه يجب ان نتساءل ؟!
ان لم تعل الأمة كلمة الله في الارض فما قيمة وجودها .. ما قيمة الحياة والوجود .. انها اذن بلا قيمة لأن أعز ما لديك يُهان .. وما تعيش من اجله يهان ..
ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .. وكان النقيض لمعنى الآيه: ان تخذلوا الله يخذلكم .. إنها لم تحقق الأمر المناط بها في الوجود .. لاعتبارات موضوعية .. مافائدة وجودها .. ان لم تعل كلمة الله في الارض .. فما فائدة الحياة ..ولأي غرض تعيش..؟
* * * * *

كان هناك معادلات إيمانية .. إذا تحققت تحقق لها السبق في مضمار المجد ..
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في كتابه إلى خالد بن الوليد احرص على الموت توهب لك الحياة
أخذه الشاعر فقال
تأخرت استبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما
ومن هذا قول الخنساء
نهين النفوس وهون النفوس عند الكريهة أوقى لها
سال عمر ابن الخطاب رجل من بني عبس
كيف تظهرون على أعدائكم ولستم بأكثر منهم ؟
فقال كنا نصبر بعد الناس هنيهة
ومن المواقف التي لابد ان تذكر ما ورد في كتب التاريخ .. قدم وفد على عمر بن الخطاب بفتح.. فقال متى لقيتم عدوكم ؟ قالوا : أول النهار .. قال : فمتى انهزموا ؟ قالوا آخر النهار ..فقال : إنا لله ! أو قام الشرك للإيمان من أول النهار الى آخره !! والله إن كان هذا إلا عن ذنب أحدثتموه بعدي .. أو أحدثته بعدكم .. ولقد استعملت يعلى بن أمية على اليمن استنصركم بصلاحه انتهى
..لله درك يا بن الخطاب .. الغريب والمثير للدهشة .. انه استنكر عليهم بقاء الكفر صامدا من أول النهار إلى آخره .. وبالرغم من انهزام الكفر لم يرتض الموقف .. وقال إن هذا ناجم عن ذنب .. وقد استعمل أحد الصالحين .. يستنصرهم بصلاحه .. ومنه قول ابي بكر في سياق مماثل .. حيث قال لجنوده اياكم والمعاصي .. فإن الله ينصركم على أعدائكم بمعصيتهم لله ..

* * * * *
كان هناك قضايا هامة في مضمار النصر والمجد يتلخص في ثلاثة ايات مترابطة السياق المنطقي .. وان اختلفت في مواقعها بالقرآن ..
قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ } (14) سورة الصف
وقال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (7) سورة محمد
وقال تعالى
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (160) سورة آل عمران..
ان تنصروا الله ينصركم ...ان ينصركم الله فلا غالب لكم ..أي لا غالب لكم .. مهما أوتى من قوة .. إذا نصركم الله .. فماذا تريدون ..بعد ذلك .. انه سوء الظن منا .. وسوء اليقين ..
وإذا تابعنا الموقف .. نراهم .. لا هم كانوا .. أنصاراً لله .. بقدر ما كانوا أنصارا للكفر .. وعلى المنحى الفكري يقول احدهم .. إني أفضل أن يتعلم ابني الموسيقى بدلاً من حفظ القرآن.. (لا بارك الله فيك) .. وهدى الله ابنك لنور القرآن .. لأنه ليس له ذنب .. قال المصطفى كل مولود يولد على الفطره فأبواه ينصرانه او يهودانه أو يمجسانه .. وهاقد رأينا ..في العصر الحديث كيف ينجسانه (بالنون) فما بالك لو كان القائل استاذ جامعي وكيف هذا موقفه من القرآن.. وكيف يكون مضار التنجيس للعقول والأذهان وكيف ستكون النوعية التي ستتخرج مسقبلاً من تحت يديه لقد شاهد العرب احد النوعيات المماثلة احد الحمقى الذي ابتاع القرآن بطنبور .. أسموه مروان الخاسر.. وعلى المنحى السياسي ..كان لهم جدارة في تنفيذ مخططات ومآرب الكفر.. وانتهت إلى غلق مدارس الدين .. وهدم المساجد في بعض الدول .. فأي واقع بائس نعيش ..
نعم كان النقيض المنطقي والضمني للآية الكريمة ..( ان تنصروا الله ينصركم) .. ان تخذلوا الله يخذلكم .. وان يخذلكم من ذا الذي ينصركم من بعده .. وتبدو القضية في حلم الله .. فالله تعالى هو الحليم .. وهو أيضا الصبور .. بالرغم من أن الأمة قد تأهلت منذ زمن للانتقام الالهي .. بأن يجعل الله عاليها سافلها نظرا لأنها استحقت درجات الرسوب بجدارة في كل الامتحانات التي مرت بها في القرن العشرين .. في مقامات الانتصار لله تعالى ولدينه .. وها قد غسلنا ايدينا من بعض علماء الدين .. فما عليهم ان ينصروا( لا اله الا الله) وإلا فلينتظروا خسفا او رجما او حجارة من السماء.. او حتى يأتي الله بأمره ..
أما .. وكان هذا هو الوضع البائس للأمة .. فلينهض بالأمر أولو البقية .. وأجرهم على الله ..
{فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ} (116) سورة هود
* * * *
وهاهي الأمة اليوم تنكرت لإلهها .. ولربها .. ونحت شريعته من الهيمنة على الكون .. ولم تنزله مقامه العظيم من التعظيم والتقديس وإعلاء الكلمة . بل أسقطته من حساباتها السياسية والديبلوماسية .. والأخلاقية .. فأسقطها الله في عين الأمم .. وأصبحت سقط متاع ..
بل كان الأمر أسوأ من ذلك أنها حاربته .. وأعلنتها حربا عليه ..( ولن يعجزوه ). واستووا مع الكفر في وتنفيذ المخططات والقياس .. بسكوتهم .. وتحولت من خير امة أخرجت للناس الى بئس امة أخرجت للناس ..ذلك لأن السكوت رضا . وقناعة. وما بعده اضعف الإيمان.. ذلك لأنهم لم يقولوا .. كلا .. مكانك أيها الكفر.. حتى الانتصار بالكلمة ..
هناك قاعدة في التصور الإسلامي لبقاء الأمم وزوالها فإن لم تعل الأمة كلمة الله في الأرض لم يعد لله فيهم حاجة .. وما أهون الخلق على الله إذا ضيعوا امره..
إن لم تعلوا كلمة الله في أرضه كما علت في سماءه قدسا ومجدا فما فائدة وجودكم ..
أُهين اسمه .. وكتب على النعال .. ولم تحرك ساكنا .. أهين الرسول الكريم ولم يروه تعالى منهم ما يرضيه ..
في وقت كان يتوجب عليه الامر .. تصرفات غير ذلك .. أن تثأر لرب ودين ....ان تشتعل الارض براكينا .. وتستعل السماء لهيبا .. ولنمت موت الشرفاء.. حيثيات وجودنا .. ألا ننظر الى لفظ الجلالة مكتوبا على الاحذية ورسول الله ُيهان ....بل العكس هو الصحيح ان تخفق بها الرايات .. نكتبها الله اكبر بحروف من نور .. على وجه التاريخ .. وناصية الزمان ..قيمة الوجود .. تمجيد الله .. وتحميد الله ..وتنزيه الله .. وعبادة الله على الوجه الاكمل .. اللائق بجلال سلطانة وجبروته .. قيمة وجودنا إعلاء كلمة الله ..وان تتحول الامة الى اعصار هادر .. له مبرراته .. وهومجد الله في الارض .. لا ان نغضي الطرف ونلوذ بالصمت حال كتب على النعال ويساء الى رسوله الاكرم على صفحات الجرائد.. ما قيمة وجودنا وحيثياتة..هنا فقط انتفت حيثيات الوجود وقيمة الوجود ويفقد الوجود مبرراته وقيمته.. لأن قيمة الامة في الوجود (الله اكبر)..مدوية في فضاء الكون .. أذان او تكبيرة ثوار..
وهي النقطة الأساسية في هذا المقال ..
انه حتى على مر التاريخ عموما وربما مع من نختلف معهم عقديا من الثوار او رجال مؤمنين بقضاياهم ومبادئهم....كانوا يدركون قيمة وأبعاد التضيحة في الحسبان وسياقات الكفاح ..
يقول جيفارا ..
We can not be sure of having something to live for unless we are willing to die for it ..
لسنا متأكدين بأننا سنحصل على شيء نعيش من اجله .. مالم نكن مستعدين على الموت في سبيله ..
ويقول نوربرت كابك ..انه لشيء رائع ان تعيش وتحارب بشجاعة من اجل مباديء مقدسة ..
Norbert Capek: It is worthwhile to live and fight courageously for sacred ideals.
إن المبادئ هي الأساس في الوجود فما بالك لو كانت مباديء السماء وهو تميزنا عن سائر الامم قاطبة ..فما بالك لو كان الأمر يتلخص في الفداء لوجه الله الكريم.. ومبادي السماء التي هي الحق والعدل كما قال سعيد بن سويد أعلاه في هذا المقال .
مباديء السماء التي لا نتخذ على اثرها البشر الهة وأربابا من دون الله .. بل كان النقيض هو الصحيح من ضرب لأعناق الصنميات ..كما قال الشاعر
ما عاشرت من أملاكهم ملكا إلا أحق بضرب الرأس من وثن
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران..
فأي منطق بشري لا يقبل بتلك المعالجة الرائعة ..بتلك الكلمة السواء .. وكانت المعالجة المنطقية و(الضمنية) للرفض لا تنطلق الا من خلال- ان هناك من القوم من يريدون أن يكونوا أربابا من دون الله -.. نعم ان آليات الرفض لتلك الصفقة النقية في ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا.. أي لا تتخذونا ولا نتخذكم اربابا من دون الله !!..كل رؤوسنا سواء بسواء امام الله مذعنة لإله واحد.. إلا انهم رفضوا وتولوا .وكان(رفضاً) لحاجة في نفس يعقوب .ألا وهي انهم يريدون ان يعيشوا في دور الإلهة ..
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (80) سورة آل عمران
وهذا المعنى.. يوضحه رب العزة في الآية التالية
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة...
وبقي أن نضيف إلي الأحبار والرهبان نوع جديد من الآلهة ..
فأمريكا اليوم رب وبيننا ألف جبان راكعا على ركبتيه ..كما قال الشاعر
. ان العقيدة عندنا كمسلمين جد لا يحتمل الهزل .. وان هذه الأمة تبقى خيريتها ,, قائمة ما أقامت أمرالله .. وما كانت شعوبها أنصارا لله ..من هنا رأينا مَن أقبلوا على الموت فداء لوجهه الكريم .. على مر التاريخ .. لمن قالوها بالامس..
نحرى دون نحرك يا رسول الله . كان الصحابي سعيد بن عامر الجمحي ممن شهد مصرع خبيبا رضي الله عنه ووقتها كان على الشرك ولم يدخل في الإسلام ، وبعد ان دخل سعيدا رضي الله عنه الاسلام كانت تأتيه غشية فيغيب عمن حوله ، فسأله عمر رضي الله عنه عن ذلك ، فقال سعيد رضي الله عنه : ( شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك ، ورأيت قريشا تقطع من جسده وهي تقول له : أتحب أن يكون محمدا مكانك وأنت ناج ؟ فيقول :( والله ما أحب ان أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي ، وان محمدا يوخز بشوكة) ، واني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف اني تركت نصرته الا ظننت ان الله لن يغفر لي .. وأصابتني تلك الغشية !!!!. كيف وتلك المرأة التي أتت وقد مات ابنيها وزوجها في إحدى الغزوات . لتقول اروني رسول الله ..لتطمئن عليه..
فلما رأته بخير .. فقالت كل مصيبة بعدك هينة

أيها السادة نحن .. لا يهمنا أن يعود الناس بالغنائم من صفقة الدنيا .. أو بالشاة والبعير أو الدينار والدرهم في رحالهم ... لقد رضينا بالله ورسوله من صفقة الدنيا قسمة ونصيبا .. كما قال الأنصار بالأمس ..
بقي على الأمة أن تضع التضحية في الحسبان ..فلقد قال المصطفى .. من لم يغزو ومن لم تحدثه نفسه بغزو .. مات على شعبة من نفاق او كما قال.. . لقد حولت تصرفات الغرب ..كل مسلم في هذه الآونة إلى قنبلة موقوته تتحرك..توشك على الانفجار .. إنها براكين الغضب ..لابد ان يمضي شلال الدم الهادر من دماء الشهداء الأحمر ..في بغداد وفلسطين والعراق .. ليعيد عزا ومجدا تليد ..فلتستعد الأمة لفتوحات إسلامية جديدة في القرن الواحد والعشرين.. حيث أننا غير مقتنعين بجغرافية الإسلام الحالية.. نريد مساحة أوسع .. وبقاع جديدة يرتفع من عليها الأذان....قد تصبر الشعوب على ضيم قوت .. او مأكل أو مشرب .. ولكنها لا تصبر على أن يضام الدين .. ان براكين الغضب تغلي لدي الشعوب.. واذ انفجر البركان ستطال حممه العالم أجمع ..بل ستطمر حمم الغضب قارات بكاملها من الوجود.. انها البراكين التي تنفجر بلا سابق انذار .. اذا ما أهينت المبادئ والمقدسات .. وانتهكت الخطوط الحمراء ..من هنا نطالب عقلاء الغرب .. إذا كان هناك عقلاء .. إيقاف المهزلة ضد ديننا ومبادئنا ورسولنا.. قبل.. أن يصلوا إلى مرحلة لا ينفع فيها الندم


أيها السادة

هاهو الغرب يعاني من حالة من السعار والهياج الغير مبرر ضد الإسلام ورسوله وثوابته اللهم إلا حقداً وغِلاً منقطع النظير ..يبدو أن الغرب ..بتصرفاته الحمقاء والهوجاء والغير سوية .. يتعجل النهاية.. ولن يرعِو.. ولن يهدأ له بال.... إلا بعد أن يطلق عليه الإسلام رصاصة الرحمة ..وإنها آتيته لا محالة .. {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } (1) سورة النحل